أصبحت إعلانات التيك توك وسيلة هامة وأساسية لكل رائد أعمال يريد تنمية مشروعه التجاري و زيادة مبيعاته ، فلم يعد الاكتفاء بالإعلان عبر المنصات المعتادة مثل ” فيس بوك ” و ” انستجرام ” و “تويتر” خيارا ، بل صار الإعلان عبر التيك توك متطلبا أساسيا و ربما قد تصبح منصة “تيك توك” الإعلانية هي المنصة الأهم خلال السنوات القليلة القادمة ، وهناك عدة أسباب تدعونا للاعتقاد بما ورد خلال الأسطر الماضية ، وسوف نستعرضها كالتالي:
أولا: تيك توك يتفوق على “فيسبوك” في عدد المستخدمين :
و بحسب دراسة أجرتها شركة ” Piper Sanler ” تراجع استخدام الشباب الأصغر سنا للفيسبوك من 60% عام 2017 إلى 27% عام 2021 .
ليس هذا فحسب ، بل إن مجموعة من الأبحاث نُشرت عبر موقع Hootsuit كشفت أن هجرة الشباب من فيسبوك تمت لصالح منصات مثل تيك توك و انستجرام و سناب شات ، حيث تؤكد الدراسات أن تيك توك كان أكثر المواقع إقبالا على المستوى العالمي عام 2021 .
ثانيا: تيك توك يتفوق على فيسبوك في عدد دقائق الاستخدام:
أجرى موقع ستاتيستا ” Statista ” إحصائية مثيرة للجدل ، حيث أكد أن مستخدمي ” تيك توك ” كانوا يستخدمون التطبيق لمدة 960 دقيقة شهريا عام 2021 ، أي بمعدل 32 دقيقة يوميا ، بينما كان مستخدمو فيس بوك يمضون ما يقرب من 990 دقيقة شهريا ، بمعدل 33 دقيقة يوميا ، مع الأخذ في الاعتبار فارق عدد المستخدمين بين الطرفين .
هذه الإحصائيات ليست السبب الوحيد لانزعاج فيس بوك فحسب ، بل أظهرت الإحصائيات أن معدل الاستخدام اليومي لـ فيس بوك ينخفض بشكل سنوي منذ عام 2017 ، حيث كان مستخدمي الموقع الأزرق يقضون 39 دقيقة يوميا في تصفحه ، انخفض هذا الرقم إلى 36 دقيقة يوميا عام 2018 ، ثم انخفض إلى 33 دقيقة عام 2019 ، قبل أن يصعد إلى 35 دقيقة عام 2020 بسبب ظروف الوباء ، ثم ينخفض إلى 33 دقيقة عام 2021 .
بينما كان مستخدمو تيك توك يقضون عليه يوميا 22 دقيقة عام 2018 ، ثم زاد المعدل إلى 25 دقيقة يوميا عام 2019 ، ثم قفز إلى 35 دقيقة عام 2020 ، وعاد للانخفاض إلى 33 دقيقة عام 2021 .
وإذا نظرنا إلى هذه الإحصائية نظرة متفحصة فسوف نجد أنه على الرغم أن عدد مستخدمي فيس بوك لا يزالوا أكثر من تيك توك ، إلا أنه في الوقت الذي ينكمش فيه عدد الدقائق التي يقضيها المستخدمين على الموقع الأزرق ، نحد أن معدل الدقائق يرتفع لدى تيك توك ، وهو ما يؤكد مخاوف القائمين على تطبيق فيس بوك من العملاق الصيني .
ثالثا: تيك توك يتفوق على ” فيس بوك ” في عدد التحميلات :
بحسب إحصائية لموقع ” Apptopia ” فإن تيك توك أصبح أعلى التطبيقات تحميلا في أعوام 2019 و 2020 و 2020 ، إذ تم تحميله 718 مليون مرة عام 2019 ، و 978 مليون مرة عام 2020 ، و على الرغم أن الهند – وهي كتلة سكانية لا يستهان بها – قد حظرت تيك توك عام 2021 فإن عدد تحميلاته لم ينخفض بالشكل الكبير ، إذ سجل 656 مليون مرة تحميل في ذلك العام .
أما إذا نظرنا لـ فيس بوك ، فقد جرى تحميله 416 مليون مرة عام 2021 ليحل هذا التطبيق العملاق ثالثا – بعد تيك توك ثم انستجرام – في واقعة زادت من قلق القائمين على التطبيق .
وعلى الرغم أن تيك توك قد تم إطلاقه عام 2017 ، إلا أنه حل في المرتبة السابعة من حيث أكثر التطبيقات تنزيلا في العقد الثاني من الألفية الجديدة ، وتم تنزيله منذ ظهوره أكثر من ملياري مرة عقب تطبيق “جوجل بلاي” و ” آب ستور ” .
المميزات التي تجعل المعلنين يتجهون إلى تيك توك بدلا من فيس بوك
على الرغم أن فيس بوك ما يزال منصة عملاقة بالنسبة للمعلنين ، إلا أنه يجب على رواد الأعمال أن ينظروا بعين الاعتبار إلى تيك توك كمنصة إعلانية قوية للأسباب التالية :
1. انتشار تيك توك في جميع البلدان خلافا لـ فيس بوك :
تشير الإحصاءات أن تيك توك يستحوذ على اهتمامات الجمهور في غالبية الدول العربية مثل مصر والسعودية و الإمارات والكويت وقطر وغيرها من الدول ، بعكس فيسبوك الذي لا يجد شعبية كبرى في دول عربية باستثناء مصر والعراق و ربما المغرب ، وبالتالي فإن أي رائد أعمال – وبخاصة الشركات التي لها فروع في أكثر من دولة – سيفضل أن يصل لجميع جمهوره من خلال منصة واحدة وهي “تيك توك” ولن يكون مضطرا لاستهداف الجمهور المصري عبر ” فيس بوك” ، والجمهور الخليجي عبر تويتر و سناب شات ، بما يزيد من الميزانية المرصودة للإعلانات ولا يحقق نفس العائد .
2. انتشار تيك توك بين الشباب بما يمنحه ميزة إعلانية في مجالات معينة:
لا خلاف أم جميع الإحصاءات تشير إلى أن الشباب من عمر 18 إلى 36 هم الأكثر تفاعلا مع تطبيق ” تيك توك ” خلافا لمنصة “فيس بوك” التي تسيطر على اهتمام المستخدمين الأكبر سنا ، وبالتالي يعطي هذا أفضلية لتيك توك في كثير من المجالات مثل ” بيع الملابس الشبابية ” وتلك المخصصة للشابات ، فضلا عن بيع اللاب توب والموبايلات والحديثة التي تحتوي ميزات تبدو أكثر أهمية بالنسبة للشباب مثل قدرة تلك الموبايلات على تشغيل الألعاب الشهيرة مثل ببجي وغيرها ، بالإضافة تميزه في مجال بيع المنتجات الرقمية مثل الألعاب الإلكترونية و الأغاني والمسلسلات والأفلام و الاشتراك في منصات تعرض مباريات مشفرة ، فضلا عن الكاميرات الاحترافية و كراسي “الجيمنج” وكل هذه المنتجات تحمل أهمية خاصة لدى الشباب خلافا للمستخدمين الأكبر سنا وهو ما يعطي لـ تيك توك ميزة نسبية في كثير من المجالات التجارية التي أصبحت منتشرة بكثرة ، مع ملاحظة أن الحالات التي ذكرناها هي على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر .
3. تيك توك يتفوق على فيس بوك في الذكاء الاصطناعي :
بحسب تقرير لموقع إنك دوت كوم ” Inc.com ” فإن تيك توك يتيح للمستخدم تمرير المحتوى الذي لا يعجبه بسهولة شديدة ويملك خوارزمية تتكيف مع ما يريد المستخدم رؤيته خلال أقل من 5 دقائق ، وهذه التقنية من الذكاء الاصطناعي يحاول الفيس بوك الوصول لها لكن حتى الآن تظل خوارزمية تيك توك هي الأكثر فعالية .
ليس هذا فقط ، بل أن تيك توك يختلف تماما عن فيسبوك والمنصات الأخرى التي تحاول فرض الإعلانات على المشاهد ، حيث لا يجبر تيك توك مستخدميه على مشاهدة إعلان لا يريدونه ، وهو ما يسمح للمعلن من التأكد أن كافة المشاهدات لإعلانه عبر تيك توك هي مشاهدات لجمهور مهتم بمحتواه فعلا ، وليست مجرد مشاهدات والسلام .
تعليقات جديده