كثير من أصحاب المتاجر و رواد الأعمال يريدون القيام بـ حملة إعلانية ناجحة عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك و انستجرام و تيك توك وجوجل وغيرها ، لكنهم يشعرون بالتردد ويخافون من الفشل في هذا الخطوة ، لذا قررنا القيام بنشر عدد من المقالات حول الحملات الإعلانية الناجحة والاستراتيجيات الإعلانية التي اتبعها كل معلن للوصول إلى هدفه .

نحن نعتقد أن هذا النوع من المقالات قد يكون ملهما لعدد من رواد الأعمال أو حتى العاملين في مجال الإعلانات الرقمية من أجل الوصول إلى أفكار مبتكرة تمكنهم من حصد إعلى عائد من تلك الإعلانات ومن ثم حصد الكثير من المكاسب المادية التي تعتبر هي الغرض الرئيسي لأي نشاط تجاري .

واخترنا في البداية أن نتحدث عن إعلانات فيس بوك باعتباره الموقع الأكثر انتشارا في العالم فضلا عن كونه الأكثر نجاحا في مجال الإعلانات – حتى الآن – وبعدها سوف نتحدث عن إعلانات انستجرام وإعلانات جوجل وغيرها .

لكن قبل كل شيء ، دعنا نقول إن التفاؤل والإقدام على إنشاء الحملة الإعلانية ليسا هما العاملين الرئيسيين في النجاح ، وإنما العلم والتخطيط واختيار الاستراتيجية الصحيحة التي تناسب ميزانيتك ونوعية منتجك وغيرها من الأمور التي يعرفها كل شخص يعمل في مجال الإعلانات الرقمية أو غيرها من الإعلانات .

وبعد هذه المقدمة ، دعنا نبدأ في الحديث عن الإعلانات الناجحة كالتالي :

أولا: بنك مصر يطلق حملة ” طلعت حرب راجع ” الغامضة :

في عام 2017 ، تفاجأ المصريون بعدد هائل من اللافتات الإعلانية بالشوراع وعليها صورة طلعت حرب – مؤسس الاقتصاد المصري – ومكتوب عليها جملة مبهمة ، إلا وهي ” طلعت حرب راجع “.
غزارة هذه اللافتات وغموضها جعل الأمر ينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وبخاصة أن طلعت حرب توفي منذ سنوات طويلة ، فكيف سيعود ؟ ومتى؟ .. تساؤلات كثيرة غزت مواقع التواصل الاجتماعي ، وهكذا حققت الشركة المعلنة الانتشار الذي تريده ، وكزيادة في الغموض ، أُنشئت صفحة مجهولة الهوية بنفس الاسم ” طلعت حرب راجع ” وعليها نفس اللافتة الإعلانية دون توضيح أو شرح .

 

وبحسب موقع العربية . نت ، حصدت هذه الصفحة المجهولة نحو 42.600 إعجاب خلال ساعات قليلة من نشرها ، فضلا عن الكثير من “الشير” ، وظلت هذه التساؤلات قائمة ، إلى أن قامت صفحة “بنك مصر” بنشر اللافتة الإعلانية “طلعت حرب راجع” ليفهم الناس أنهم بصدد إعلان لهذا البنك المذكور لكنهم لم يفهموا ماذا يريد ، وكل هذا والبنك يكسب الاهتمام من حالة الغموض هذه ، إلى أن تفاجأ المصريون بعدد من الحملات الإعلانية التلفزيونية التي تتحدث عن الحملة ، وكانت الحملة تستهدف جذب الناس للحصول على تمويلات لمشروعاتهم من خلال إقناعهم بشكل غير مباشر أن كل شخص يستطيع أن يعيد مسيرة الاقتصادي الكبير طلعت حرب من خلال مشروعه التجاري .. وهكذا جمع بنك مصر بين عدد من الوسائل الإعلانية ، فقد دمج بين اللافتات الإعلانية الموجودة بالشارع + الإعلانات الرقمية من خلال الفيسبوك + الإعلانات التلفزيونية ، ومن قوة نجاح الحملة ، عاد البنك وأطلع حملة إعلانية جديدة في العام التالي مرتكزة على نفس الحملة تحت عنوان ” طلعت حرب مش راجع لوحده .. راجع بكل واحد فينا ” .

ثانيا : كوكاولا مصر تتبرع بقيمة إعلاناتها :

في كل عام يأتي شهر رمضان المبارك الذي يحمل خصوصية كبرى في البلاد العربية والإسلامية ، لذا تتسابق كافة الشركات الكبرى على استغلال هذه المناسبة بإعلانات مختلفة عن طريق استقطاب العديد من النجوم الكبار فضلا عن الإنفاق الخيالي على تلك الإعلانات طول الشهر الكريم .

ظاهرة الإنفاق ببذخ على تلك الإعلانات صنع رأيا عاما رافضا ، بل صار البعض يقول يتساءل: لماذا لا تتبرع هذه الشركات بأموالها للفقراء بدلا من إنفاقها على الفنانين و لاعبي الكرة في الإعلانات ؟ .. و رغم غرابة هذا التساؤل على اعتبار أن هذه شركات تجارية ربحية وليست مؤسسات خيرية لتنفق على الفقراء ، إلا أن شركة كوكاولا مصر لعبت على هذه الفكرة الشعبوية لدى الجماهير ، وأعلنت عبر صفحتها الرسمية خلال أحد المواسم الرمضانية قبل أعوام أنها لن تقوم بأية إعلانات تلفزيونية أو رقمية خلال الشهر الكريم ، وسوف تتبرع بالمال الذي كان من المفترض أن يوضع في حملتها الإعلانية للمؤسسات الخيرية المختلفة .

حملة كوكاكولا الإعلانية

هذه الفكرة البسيطة جلبت مئات الآلاف من الإعجابات لصفحة الشركة ، فضلا عن عشرات الآلاف من المشاركة ، واستطاعت الشركة بتدوينة مجانية عبر فيسبوك أن تحصل على اهتمام ما تكن لتحصل عليه لو أنفقت مئات الملايين على استقطاب النجوم في إعلاناتها ، ليس هذا فحسب ، بل أن عشرات الآلاف من المواطنين قرروا دعم هذه الفكرة عن طريق شراء كوكاكولا دعما للخير الذي تقوم به .
وهذا يثبت أن نجاح الحملة الإعلانية مرتبط جدًا بتلبية رغبات الجماهير ، مهما بدت تلك الرغبات غريبة ، وغير منطقية في بعض الأحيان .

المفاجأة أن هذا المقال يُكتب الآن قبل رمضان 2023 بأيام ، وأعلنت شركة كوكولا مصر نفس التجربة بشكل مختلف ، حيث كتبت عبر صفحتها في “فيسبوك” عن حملة تسمى “مع بعض سحرها يملى الخير” والتي أكدت فيها الشركة أنها سوف تتبرع بقيمة 1 جنيه مقابل كل زجاجة يشتريها العميل في رمضان ، وسوف ندرس هذه الحملة مستقبلا بعد انتهاء الشهر الكريم ونرى مدى نجاحها من عدمه.

ثالثا:  الخطأ الإملائي المقصود لـ “ماكدونالدز” :

قدمت مطاعم “ماكدونالدز” في مصر درسا إعلانيا عالي المستوى ، من خلال حملة أطلقوها تحت عنوان ” لو مضايقاك غيّرها” .. في هذه الحملة ، نشرت الصفحة الرسمية للمطعم حملة تبرعات تحت عنوان “صندوق تتوير عزبت خير الله ” ، وطبعا كانت المطعم يقصد (صندوق تطوير عزبة خير الله ) لكنه كتب هذا الخطأ لإملائي عمدًا لغرض في نفسه ، ليس هذا فحسب ، بل إن فريق تسويق الشركة اتفق مع المطرب “زاب ثروت” و الممثلة “أمينة خليل” من أجل إعادة مشاركة هذا الخطأ الإملائي والسخرية منه ، وبالفعل قام الفنانان المصريان بما طُلب منهما لدرجة جعلت مطاعم ماكدونالدز “تريند” في مصر بسبب هذا الخطأ الساذج ، وهنا حققت الشركة الانتشار الذي تريده ، ثم فجأة نزلت بإعلانها عبر جميع المنصات والذي تحدث عن هذا الخطأ الإملائي وأنه قد يكون من توابع عدم تعليم الأطفال بسبب ظروفهم ، وأكدت الشركة أنها تبرعت بما يقرب من 11 مليون جنيه لتطوير التعليم في منطقة “عزبة خير الله ” بمصر ، وطلبت من الجمهور أن يساعد الشركة في تطوير التعليم من خلال التبرع .

 

لو مضايقاك غيرها

هذه الحملة أثارت ضجة ، حيث استخدمت فيها “ماكدونالدز” الإعلانات الرقمية + مؤثري السوشيال ميديا + الإعلانات التلفزيونية ، واستطاعت الوصول إلى فكرتها من خلال خطأ إملائي – مقصود – بالإضافة إلى الإشارة لذهن العميل – بشكل غير مباشر – أن شرائه من ماكدونالدز قد يدعم مجهودها في التبرع لتطوير التعليم ، وهو نوع من الخير الذي يرغب كل شخص أن يشارك فيه .

رابعا: برجر كينج يشاكس “ماكدونالدز” في عقر داره :

لاحظ المسئولون عن “ برجر كينج ” في دولة الدنمارك أن منافسهم “ماكدونالدز” لا يرد أبدًا على شكاوي عملائه من تأخير طلباتهم ، وبالتالي قام بحملة جريئة وشجاعة ، حيث دخل على منشورات الشكوى التي كتبها العملاء على صفحة ماكدونالدز ، و رد عليهم بأنه يعدهم بشطيرة برجر مجانية من “برجر كينج ” .

الغريب أن “برجر كينج” لم يرد على عميل أو اثنين من عملاء ماكدونالدز المتضررين بل ذهب بعيدًا ورد على ما يقرب من ألف عميل غاضب !

برجر كنج

هكذا وبسهولة قدمت “برجر كينج” خدمة العملاء التي كان يتمناها عملاء “ماكدونالدز” من مطعمهم المفضل ، وبهدوء وبأقل تكلفة تحول كثير من العملاء إلى برجر كينج الذي أجاد تتبع أخطاء المنافسين وقدم حلولا ذكية لها من خلال حملة سماها “الجميع يستحق خدمة كالملوك “.

هذه نماذج لخمس حملات إعلانية ناجحة ، لذا تشجع وقم بحملتك الإعلانية الآن بعد دراسة المنافسين جيدًا ، أو يمكن أن تستعين بخدماتنا في سوبر أدز ، حيث قمنا بعدد من الحملات الإعلانية القوية لعدد من المؤسسات الكبرى يمكنك الاطلاع عليها من هنا .